الشبهة : يدَّعي الشيعة الرافضة الاثنا عشرية أنّ الله عز وجل ضَرَبَ امرأة نوحٍ وامرأة لوط مثلاً لعائشة وحفصة رضي الله عنهما ويُفسّرون قوله تعالى: ﴿ ضرب الله مثلا للذين كفروا أمرأت نوح وأمرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ﴾ ] التحريم 10[ بذلك. فقد زعم الشيعة أنّ هذه الآية مثلٌ ضربه الله لعائشة وحفصة رضي الله عنهما وهو مثلٌ للذين كفروا. ونسبوا هذا الزعم إلى ذي النورين؛ عثمان بن عفان؛ فقد حكوا في كتبهم أنّ عائشة وحفصة ذهبتا تطلبان ميراثهما من عثمان. قال الإربلي -من علمائهم- قالت له عائشة: أعطني ما كان يعطيني أبي وعمر . فقال : لا أجد له موضعاً في الكتاب ولا في السنة، ولكن كان أبوك وعمر يُعطيانك عن طيبة أنفسهما، وأنا لا أفعل . قالت: فأعطني ميراثي من رسول الله قال : أليس جئت فشهدت أنت ومالك ابن أوس النضري أنّ رسول الله لا يورث ، فأبطلت حقّ فاطمة (ع) وجئت تطلبينه، لا أفعله. فكان إذا خرج إلى الصلاة نادت وترفع القميص وتقول : إنّه قد خالف صاحب هذا القميص . فلمّا آذته صعد المنبر فقال : إنّ هذه الزعراء عدوة الله ضرب الله مثلها ومثل صاحبتها حفصة في الكتاب: ﴿ ضرب الله مثلا للذين كفروا أمرأت نوح وأمرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صٰلحين فخانتاهما ﴾ إلى قوله: ﴿ وقيل ادخلا النار مع الداخلين﴾، إلى آخر هذه القصة المكذوبة التي أوردها الشيعة في كتبهم، ولا توجد في كتاب معتبر من كتب أهل العلم. فالقمي مثلاً- وهو شيخ المفسّرين عند الشيعة- أشار إلى أنّ المعنيَ بها عائشة وحفصة، وأقسم على ذلك فقال: " والله ما عنى بقوله ﴿ فخانتاهما ﴾ إلا اّلفاحشة". وقال الكاشاني عند تفسيره لهذه الآية مَثَّلَ اللهُ حالَ الكفار والمنافقين في أنّهم يُعاقبون بكفرهم ونفاقهم ، ولا يُحابَوْن بما بينهم وبين النبيّ صلى الله عليه وآله والمؤمنين من النسبة والمواصلة بحال امرأة نوح وامرأة لوط . وفيه تعريضٌ بعائشة وحفصة في خيانتهما رسول الله صلى الله عليه وآله ، بإفشاء سرّه ، ونفاقهما إيّاه ، وتظاهرهما عليه ؛ كما فعلت امرأتا الرسولين، فلم يُغنيا عنهما من الله شيئاً ... إلخ. وبنحو قوله قال البياضي : قد أخبر الله عن امرأتَي نوح ولوط أنهّما لم يُغنيا عنهما من الله شيئاً، وكان ذلك تعريضاً من الله لعائشة وحفصة من فعلهما وتنبيهاً على أنهّما لا يتّكلان على رسوله، فإنّه لم يُغن شيئاً عنهما. وعلّق حيدر الآمليّ على هذه القصة بقوله يمكن أن يكون أزواج الأنبياء والأوصياء والصالحين حمَقَِات جاهلات خائنات. وبنحو قوله قال البحراني. وقال المجلسيّ لا يخفى على الناقد البصيروالفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض، بل التصريح بنفاق عائشةوحفصة وكفرهما. الرد على الشبهة : أولا: لا شكّ أنّ هذه القصّة التي أوردها الشيعة مكذوبة على عثمان ولم ينقلها، أحدٌ إلا اّلشيعة، ونقلهم لها كان مريضاً؛ فقد نقلوها بصيغة التمريض" روي" التي لاتفيد اليقين عند النقّاد، بل هي من صيغ التضعيف. ورغم ذلك، فقد اعتقد الشيعة فحواها، فلم يكتفوا بنقلها على سبيل الإخبار، بل أيّدوا مضمونها ومحتواها في مواضع شتى من كتبهم. ثانيا: إنّ الله سبحانه وتعالى لم يضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلاً لعائشة وحفصة رضي الله عنهما، بل ضربهما مثلاً للذين كفروا، قال سبحانه وتعالى : ﴿ ضرب الله مثلا للذين كفروا أمرأت نوح وأمرأت لوط ﴾ ولم يَقُل ﴿ ضرب الله مثلاً لعائشة وحفصة رضي الله عنهما ﴾. فالمثل مَضْرُوب للذين كفروا من النّاس الذين يخُالطون المسلمين ويُعاشرونهم ، بياناً منه تعالى أنّ هذه المخالطة لا تفيد إذا لم يصحبها إيمانٌ بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم . وعلى هذا إجماع المفسِّرين. ولم يقل أحد إنّ الله ضرب هذا مثلاً لعائشة وحفصة رضي الله عنهما إلا اّلشيعة . وقد تقدّم أنّ الشيعة يُؤّولون الخيانة في هذه الآية : بالوقوع في الفاحشة وكأنهّم بذلك ينسبون الطاهرتين عائشة وحفصة رضي الله عنهما إلى الفاحشة حاشاهما، وعامل الله بعدله من يُبغضهما . ولم يَقُل أحدٌ من المفسِّرين إن الخيانة في قوله تعالى : ﴿فخانتاهما ﴾ هي الوقوع في الفاحشة ، بل الجميع أوّل الخيانة بأنهّا : الخيانة في الدين . قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير ﴿فخانتاهما﴾ "ما زَنَتَا" . أمّا خيانة امرأة نوح : فكانت تخُبر أنّه مجنون، وأمّا خيانة امرأة لوط : فكانت تدلّ قومها على أضيافه. ولم يقل أحدٌ من الشيعة أو غيرهم عن عائشة وحفصة رضي الله عنهما إنهّما كانتا تفعلان ذلك. ولا ريب أنّ هذه الأقوال والمزاعم التي فاه بها الشيعة الرافضة طعنٌ في النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم ؛ فإنّ اللَّه سبحانه وتعالى يقول : ﴿ الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين ﴾ ] النور26[. والشيعة الرافضة عمّت مطاعنهم جميع أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم ؛ وشملت الطيِّبات الطاهرات أُمّهات المؤمنين، والله مطّلع عليهم، وسوف يجُازيهم بسبب خوضهم في عرض نبيِّه صلى الله عليه وسلم، وجعلهم أُمّهات المؤمنين هدفاً لسهام مطاعنهم نعوذ بالله من الخسران المبين . المصدر: الصاعقة في نسف أباﻁيل وافتراءات الشيعة على أم المؤمنين عائشة تأليف د. عبد القادر مـﺣمد عـﻁا صوفي أستاذ العقيدة والوافدت الفكرية المساعد- ﺟامعة اﻹمام تلخيص وعرض موقع "ائتلاف لا تسبوا أصـﺣابي" ـــــــــــــــــــــــــــــــــ *من فضلك اذكر اسم موقعنا عند نشر هذا الموضوع
|